وتمْضِي أوقَاتُنـــا هباءً منثُورًا

وتمْضِي أوقَاتُنـــا هباءً منثُورًا

إنَّ منْ أكبر الطَّوامِ فِي حيَــــــــــــاتِنَا هِيَ كثرةُ الجُلُوس علَى الحَاسُوب أو الأيبَاد بحُجَّة الإطِّلاع وزيَادة المعرفَة والتَّعلُّم و الغفلَة عن تطبيقِ مَا
تعلَّمنَــــــــــاه ُ . . حيثُ أصبحت أوقَاتُنَا تمضِي فِي قِراءَةِ الكُتُبُ أو
تصفُّح الإنترنت حتَّى أوقاتٍ مُتأخرَة منَ اللَّيل. . . ثُمَّ تُصَابُ أجسَامُنَا بضُمورٍ شديد بسبب كَثْرَة المُطالعَة . . أوتبدأ المُقلتَــانِ بالتَّململْ لكثْرَةِ التَّحديقِ . . فلاَ تراكَ إلاَّ وقدْ استسلمتَ للنَّومِ عندَ أول وِسَـــادةٍ تُصَادِفُ طريقَك. . . وهَكَذَا تمْضِي الأيَّــام دونمَا عملٍ أو تطبيقٍ. . . أليسَت هَذِه بطَامَّة . . !! ؟





قَالَ سُبْحَانهُ و تعَالَى :




لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً (123) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً (124) وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125)




حيثُ تُصرحُ أغلبُ آيَاتِ كتَابِ الله بأنَّ الجزاءَ سيكُونُ حسَبَ العمل
و أنَّ الاتِّبَاعَ يكُونُ بالإيمــــــانِ والتَّصْديقِ ثمَّ بالعمل بمَا صدَّقتَ بهِ . . وأغلبُنَا يقْرأُ ويُطَالعُ وهُو مُؤمنٌ ومُصَدِّقٌ بقلبِه وعقلِه بمَا يقْرأ ولكن الخطأ كان فِي غيَاب دورِالجوارح لتَقُوم وتُعلِّي الهمَّة لتطبق مَا آمنَ بهِ القلْب , و أخذِ القِرآءةِ ومُرافقَة الإنترنت لمُعظَمِ الأوقَات ويأخذُ التَّطبيق أقصر الأوقَات ورُبَّمَا وإن تمَّ فلا يتِمُّ عَلَى الوجْهِ الصَّحيح أو لا يأخذُ الوقتَ الّذِي يستحقه . . . !
لذَلكَ أخواتِي أحببتُ أن أُسلِّطَ الضَّوء عَلَى هذِه الزَّاويَة عَسَى أن يستفيقَ أُولُو العَزْمِ ويُشَمِّرَ عن أيديهم أُولُو الهمم فلاَ ننْسَى أنَّا سَنُسألُ عنْ أوقَاتنَا فيمَا أضعْنَاهَا فليسَ منَ المعقُولِ أن يَكُونَ جوابُك أن ضيعْتَ وقتكَ فِي القِراءَة والتَّزود ولم تجد الوقتَ الكَافِي لِتُطبِّقَ مَا قرأتهُ ومَا آمنتُ وصدَّقتُ بهِ. . ولَا ننسَى أنَّ هذَا بابٌ منَ الأبوابِ الَّتِي يدخُلُ بهَا الشَّيطَان عَلَى المرءِ المُسْلم . . بأن يجعلَهُ يُضيعُ أغلبَ أوقَاتهِ فِي القِراءَة ولا يجدَ للعمل إلَّا ثُوينَاتٍ بسيطَة . . فيشْغلُكَ بالمُهمْ عن الأهمْ . ..!


بالطَّبع لا نقُول أنَّ الجُلُوسَ لمُطالعَة الإنترنت أو مُطالعَة الكُتُب ليسَ بمُفيد بل بالعكس فهُمَا خيرُ رفيقينِ لمنْ يعرفُ كيفَ و متَى يلجأ إليهمَا .


لذَلك أخواتِي واخواني لا ننْسَى أن نُتقِنَ أعمالنَا الَّتِي أمرنَا بهَا الله منْ صلاةٍ وصيَامٍ وصلَة للأرحامٍ واحترامٍ للجارِ والسُّؤالِ عن الفقير والإحسَان للوالدان والإهتمَام بشُؤون الأمَّة ومَا يُأرقُهَا . . وكذَلكَ التَّزود بالنَّوافل والأذكار قد المُستطاع ولا تأخذ الكُتبُ والإنترنت أغلب أوقَاتنَا وننْسَى أن نجعل للعملِ جُزءًا كبيرًا منْ وقْتنَا . .



فلا ننْسَى أن نُتقِنَ الصَّلاةَ بقدر الإستطَاعةِ ونُحافظَ عليهَا فِي وقْتِهَا . .


قَالَ تعَالَى : ( إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً ) سُورة النِّسَاء (103) )





وقدْ رُويَ عن أمِّ سلمَة رضِي الله عنْهَا أنَّهُ كانت عامَّةُ وصيَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (( الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت أيمانُكم حتى جعل يُجلجِلُها في صدرهِ وما يَفيضُ بها لسانُه
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث:ابن جرير الطبري - المصدر: مسند علي - الصفحة أو الرقم: 166
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح



و لا ننْسَى الحِفَاظ عَلَى صَلاةَ النَّوافِل بعد الصَّلواتِ المفْرُوضَة . .فعن النَّبي صَلَّى الله عليهِ وسلَّم أنَّهُ قَال : ما من عبدٍ مسلمٍ يصلِّي للهِ تعالى في كلِّ يومٍ ثِنْتي عشرةَ ركعةً تطوُّعًا غيرَ فريضةٍ إلا بنى اللهُ تعالى له بيتًا في الجنَّةِ ، أو : إلا بُنِيَ له بيتٌ في الجنَّةِ :أربعًا قبلَ الظهرِ ، و ركعتَين بعدَها ، و ركعتَين بعد المغربِ ، و ركعتَين بعد العشاءِ ، و ركعتَين قبلَ صلاةِ الغَداةِ
الراوي: أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 579
خلاصة حكم المحدث: صحيح



وأيْضًا صلاةَ الضُّحَى فعنِ النَّبي عليه أفضلُ الصَّلاةِ والتَّسليم أنَّهُ أوصَى أنس رضيَ الله عنهُ فقَالَ (( يا أنسُ صلِّ صلاةَ الضُّحى فإنَّها صلاةُ الأوَّابينَ ))
الراوي: أنس بن مالك المحدث:ابن شاهين - المصدر: الناسخ والمنسوخ لابن شاهين - الصفحة أو الرقم: 209
خلاصة حكم المحدث: صحيح


ولا ننْسَى أن نجعَل لحفظِ أو مُراجَعةِ كتَابِ الله وقتًا _ ولا نْنسَى أيضًا وردنَا اليومِي
فعنِ النَّبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم : تمثل القرآن يوم القيامة ، فيؤتى بالرجل قد كان حمله [ فخالف أمره ] ، فيتمثل خصما دونه ، قال : فيقول : يا رب ، حملته إياي ، فشر حامل ، تعدى حدودي ، وضيع فرائضي ، وركب معصيتي ، وترك طاعتي ، فما يزال يقذف عليه بالحجج حتى يقال : فشأنك به ، فيأخذ بيده ما يرسله حتى يكبه على صخرة في النار ، ويؤتى بالعبد الصالح قد كان حمله فحفظ أمره ، فيتمثل خصما دونه فيقول : يا رب ، حملته إياي فكان خير حامل ، حفظ حدودي ، وعمل بفرائضي ، واجتنب معصيتي ، وعمل بطاعتي ، وما يزال يقذف له بالحجج حتى يقال [ له ] : شأنك به ، فيأخذ بيده فما يرسله حتى يكسوه حلة الإستبرق ، ويعقد عليه تاج الملك ، ويسقيه كأس الخمر
الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث:ابن حجر العسقلاني - المصدر: المطالب العالية - الصفحة أو الرقم: 4/73
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن



كمَا أننَّا ندْعُو الله دومًا أنْ يرزُقنَا الفِردوس فلابُدَّ أن نتنفَّسَ هواْء القَوَّامين جُزءًا منَ اللَّيل ونُقابل الملك الأحد فِي ركعاتِ القِيَام فإنهَا وكمَا وصَفَهَا خيرُ الأنَام عليه أفضلُ الصَّلاة وأزكَى السَّلام خيرٌ منَ الدُّنيَا ومَا فيهَا حيثُ جاء جبريلُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال (( يا محمَّدُ عشْ ما شئتَ فإنَّك ميِّتٌ واعملْ ما شئتَ فإنَّك مَجزيٌّ به وأحبِبْ من شئتَ فإنَّك مفارقُه واعلمْ أنَّ شرفَ المؤمنِ قيامُ اللَّيلِ وعزُّه استغناؤُه عن النَّاسِ ))
الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث:المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/43
خلاصة حكم المحدث


: إسناده حسن


ولا يشغلكَ التَّزود منَ الشَّبكة العنكَبُوتيَّة لمَا وصَّانَا به حبيبُنَا رسُول الله عليه أفضل الصَّلاةِ والسَّلام حينَ قَال ( يا عبدَ اللهِ ! لا تكنْ بمثلِ فلانٍ . كان يقومُ اللَّيلَ فتركَ قيامَ اللَّيلِ
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1159
خلاصة حكم المحدث: صحيح )


ولا يغيبُ عن أحدنَا أهميَّة الإكثار من الذَكر والإستغفَار والأقوال المؤثُورة والمذكُورة عنهُ عليه الصَّة والسَّلام


قَال تعَالَى : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد : 28


فأمَّا أنْ تكُونَ يومَ تلقَى الله ضَاحكًا مُستبشرًا أو تكُونَ مُظلمَ الوجه قاتِرًا . . ومَا يُحدِّد ذَلكَ هُو عملك . . .مهمَا قرأتَ وأطلتَ القِراءَة . .فعليكَ أن تُري الله منكَ خيرًا . .وتُريَ الله مَا تعلمتهُ فتُطبِّقَهُ وتُحسِنَ تطبيقَه . .بل وتُعلمه لغيرك إن أمكن . . .

رُبَّمَا كُلُّنـــــا يعلَمُ هَذِهِ الحقِقَة ولكن . . وذَكِّر .